وجها لوجه: بماذا يفكر كلينتون وترامب

منقول - من ينظر في هذه الأيام إلى الولايات المتحدة، سيلاحظ عملية بارزة جدا يمر فيها المجتمع الأمريكي، الغارق في المعارك الجريئة قُبيل الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، والتي ستجري في 8 تشرين الثاني.

ستكون المعركة الانتخابية الحالية مختلفة. بشكل أساسي بسبب المرشّح الجمهوري دونالد ترامب. ساهمت مرشّحة الحزب الديمقراطي أيضًا، والمتوقع أن تحصل في الأسبوع القادم على التعيين الرسمي بقدر غير قليل في الدراما: فالمعركة على التعيين التي أدرتها ضد بيرني ساندرز، تركتها متضررة ووفرت عددا غير قليل من الذخيرة في أيدي خصمها، ترامب.
شكلت انتخابات عام 2016 نقطة حاسمة في عمليات الاستقطاب والتطرف التي يمر بها المجتمع الأمريكي. من المتوقع أن تقود الجدل الداخلي إلى رقم قياسي جديد حول السؤال إلى أين تتوجه القوة الأهم في العالم في العقد القادم: هل ستستمر الليبرالية وإجراءات الاندماج والتعددية الثقافية؟ هل ستُخلي السياسة التي ميّزت حكومة أوباما مكانها لموجة مناهضة المؤسسة الحاكمة التي يقودها ترامب؟ هل يستطيع الحزب الديمقراطي الفوز في العملية الانتخابية الثالثة على التوالي، أم سيلتهم ترامب الأوراق وسيكشف المجتمع، الاقتصاد والسياسة الخارجية الأمريكية على عصر جديد؟
اخترنا في المقال التالي التركيز على 3 موضوعات حاسمة واستخرجنا من تصريحات هاتين الشخصيتين ومواقفهما السابقة مواضيع مثل ماذا يفكّرون وكيف يعتزمون التعامل مع هذه المشاكل والتحديات. نشير إلى أنّه فيما يتعلق بترامب كان من الأصعب أن نستخرج المعلومات وذلك لأنّه لم يحمل منصبا عاما أبدا ولا تزال آراؤه غير متبلورة ضمن خطة موحدة.
الاقتصاد
صرح ترامب أنه سيخفف دفع الضرائب المفروضة على الطبقة الوسطى وسيلغي العبء الضريبي عن 73 مليون أسرة. ويرغب أيضًا في تقييد دفع ضرائب الشركات لـ 15% دون زيادة الدين القومي.
ويرغب ترامب في تمويل التخفيضات من خلال غلق "الفجوات الضريبية"، على الأشخاص الأكثر ثراء. ومن المتوقع أيضا أن يمنح الشركات الكبرى وأصحاب المصالح الخاصة فرصة لمرة واحدة للتصريح بالأموال التي يمتلكونها في الخارج (بسبب امتلاك شركات خاصّة خارج الولايات المتحدة) بمعدل ضريبة مخفّض ومن ثم يفرض قيودا ضريبية.
في المقابل هناك خطة لدى كلينتون يفترض أن تعمل وفقا لثلاثة مبادئ: تحقيق نموّ قوي، عادل، وبعيد الأمد.
النموّ القوي - من خلال تخفيض الضرائب المترتبة على الأسر العاملة والشركات التي تشارك العمال بالأرباح وتخفيض الضرائب على الطلاب الجامعيين الذين يدفعون رسوما دراسية. في المقابل، إيجاد أماكن عمل جديدة من خلال الاستثمار في البنى التحتية، منتجات الطاقة الخضراء، والبحث العلمي والطبي. النموّ العادل - منح تخفيض بنسبة 15%على ضريبة الشركات التي ستشارك العمال في الأرباح، ورفع الحدّ الأدنى الفدرالي للأجور لـ 12 دولار في الساعة. النموّ بعيد الأمد- صرّحت كلينتون أنّ أمريكا بحاجة إلى شركات تفكّر وتخطط للأمد البعيد وتستثمر في موظفيها في الأجر وفي الدورات الاستكمالية. سيتم تحفيز مثل هذه الشركات. أكثر من كل شيء، ترغب كلينتون في ترسيخ التغييرات بعيدة الأمد على وول ستريت.
الهجرة
يدعي ترامب أن هناك في الولايات المتحدة 11 مليون مهاجر غير قانوني. تشكّل الهجرة غير المشروعة عبئا ثقيلا على دافع الضرائب وتؤدي إلى زيادة أسعار الخدمات الصحّية، السكن، التعليم والرفاه. إنها تخفض مستوى الأجر وتبقي نسب البطالة مرتفعة.
منذ عمليات 11 أيلول 2011 زاد حجم قوات حرس الحدود بثلاثة أضعاف، ولكن السلطة التنفيذية لسلطة الهجرة والجمارك بقيت كما هي. يعتزم ترامب مضاعفة عدد عمال سلطة الجمارك والهجرة ثلاث أضعاف وإدخال منظومة رقمية للعمل والتي ستضمن قبول الأمريكيين أو المهاجرين الشرعيين للعمل فقط.
في المقابل يرغب ترامب في إلغاء حق المواطَنة لأولئك الذين يولدون لمهاجرين غير شرعيين. وصرّح أيضا أنّ الحدود مع المكسيك مخترَقة. من بين ملايين المتسلّلين منها هناك الكثير جدا من مهرّبي المخدّرات، المغتصِبين، المجرمين، والمهاجرين الاقتصاديين الذين يشغلون وظائف في سوق العمل. من أجل معالجة المشكلة يريد ترامب بناء جدار على طول الحدود وسيلزم المكسيك بدفع نفقاته.
ويرغب ترامب أيضًا في منع المسلمين الذين ولدوا خارج في الولايات المتحدة من الدخول إلى البلاد، وخصوصا اللاجئون من سوريا. سيتم رفع هذا الحظر فقط بعد إجراء تحرّيات خلفية فعالة ورائهم. ويصرّح ترامب أنّه سيجمّد الهجرة إلى الولايات المتحدة من مناطق أثبِت أنّها ذات ماض إرهابي.
في المقابل تتحدث كلينتون أنّ الولايات المتحدة هي وطن لـ 42 مليون مهاجر - 13% من المجموع العام للسكان. يعاني الكثيرون منهم من صعوبات في اللغة، صعوبات في النظام التعليمي، وصعوبات في الطريق إلى الريادة الاقتصادية والاجتماعية. من أجل معالجة هذا التخلف ترغب كلينتون في إقامة وزارة حكومية لرعاية شؤون الهجرة من أجل تنسيق سياسات الوكالات الحكومية والسلطات السياسية. تحتاج الولايات المتحدة إلى إصلاحات في الهجرة مع طريق للتجنّس.
ترغب كلينتون في إجراء إصلاحات تمنع من تفكّك الأسر وتسمح لملايين المهاجرين بالخروج إلى العلن. بخلاف ترامب الذي يرغب بتجميد برنامج الجرين كارد، ترغب كلينتون في إدخال تسعة ملايين من أصحاب الجرين كارد إلى خطة مسار التجنّس، تشجيع اندماج المهاجرين، مع تقديم المساعدات المالية لتعلم الإنجليزية والتربية المدنية للبالغين وستدعم إغلاق المنشآت الخاصة لاعتقال المهاجرين.
الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني
فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي - الفلسطيني وتدخل الجالية اليهودية في الولايات المتحدة بما يجري في الساحة الإسرائيلية ليست لدى ترامب أجندة متماسكة وليس لديه أي سجلّ في مجال العلاقات الخارجية رغم أنّه شهد أكثر من مرة أنّه راض جدا عن أداء نتنياهو في إدارة الأزمات الدولية وسط ساحة معادية. ولكن يرى الكثير من الإسرائيليين والجالية اليهودية الكبيرة في الولايات المتحدة أن ترامب هو بمثابة لغز.
قال ترامب أمام جمهور يهودي قبل أكثر من نصف عام "أنا أعلم لماذا لن تدعموني، وذلك لأنني لست بحاجة إلى أموالكم". وأضاف أيضًا "الاتفاق بين إسرائيل وفلسطين هو الصفقة الأصعب للتطبيق. لا يمكن حلّها عند اتخاذ جانب أيًّا كان. سأشارك فيها بصفتي صفحة بيضاء". رغم ذلك، فقد مرت منذ ذلك الحين عدة أشهر وأصبحت تصريحات ترامب تجاه إسرائيل أكثر مرونة.
إنّ مواقف كلينتون، مقابل علامة السؤال الكبيرة التي تُضع إلى جانب ترامب، معروفة بشكل أو بآخر: إنها تؤيد حل دولتَين لشعبَين، وترى أن المستوطنات ليست قانونية، وترى أن الاتفاق مع إيران ليس مثاليا ولكنه جيد في نهاية المطاف. في مقابل ترامب، ادعت كلينتون أن "الولايات المتحدة لا يمكنها أن تكون محايدة بخصوص أمن إسرائيل أو بقائها. كل من لا يدرك ذلك لا يمكنه أن يكون رئيسا".
=====  20-7-2016  website :Almasdar
===========


تعليقات